أن يكون زوجك يمتهن المحاماة، أمر قد لا يكون لك إختيار فيه بطبيعة الحال، وربما في بداية حياتك الزوجية تشعرين بالنشوة والفضول لأن زوجك يخوض غمار معارك وتحديات قضائية وقانونية، وقد يتبادر إلى ذهنك أن حياتك الزوجية مع زوج يعمل بالمحاماة سيكون أمراً سهلاً، لكن الحقيقة أن مهنة المحاماة مهنة ذات طبيعة خاصة ومن يعمل بها يحتاج إلى أن تتمتع زوجته بمجموعة من الصفات حتى تكون ناجحة في حياتها الزوجية معه.لا تنسي أن زوجك الذي درس القانون سنوات من حياته من المؤكد أن شخصيته قد إكتسبت مذاقاً معيناً وأصبح التعامل معه حتى فيما يتعلق بالتفاصيل اليومية الحياتية العادية يحتاج منك إلى امتلاك القدرة على الحوار والجدال وعدم الملل من الإستغراق في تقديم الحجج والأسانيد.
يمكنك الإستفادة من طبيعة مهنة زوجك التي تجعله يميل إلى إحترام القواعد والنصوص وتسارعي بوضع العديد من القواعد المتفق عليها فيما بينكما حتى تكون هذه القواعد والنصوص حاكمة لطبيعة حياتكما الزوجية.
من خلال فهم طريقة زوجك المحامي في التفكير وتناول الأمور المهمة في الحياة ستتمكنين من إحتواء الكثير من التوترات والخلافات، فالرجل الذي يعمل في السلك القانوني بوجه عام يحب ترتيب الأفكار ترتيباً منظماً ويرتاح كثيراً إلى إستعمال المنطق الواقعي والوصول إلى النتائج الطبيعية إستناداً إلى معطيات واقعية عملية ملموسة.
زوجة المحامي من الصعب أن تحصل على أجوبة شافية للأسئلة التي تهمها وتريد أن تعرف حقيقتها، فالرجل المحامي سيناور بشكل جيد وسيتمكن طوال الوقت من الإلتفاف حول ما تطرحين من إستفسارات، وبالتالي يجب عليك أن تحاولي الوصول إلى الحقائق والمعلومات التي تريدينها من خلال كلمات غير مباشرة تفلت من بين شفتيه.
زوجة المحامي مهما كانت تتمتع بالذكاء وسرعة البديهة لن تستطيع أن تجاريه في السجال والنقاش لأنه ليل نهار إعتاد على المراوغة في الحوار، وبالتالي يجب على زوجة المحامي أن تكون إنسانة عملية قدر إستطاعتها وتفرض الكثير من الأمور على أرض الواقع.
الرجل الذي يمتهن المحاماة تجدينه يملك لكل شيء أكثر من سبب ومبرر، وبالتالي فإنه يعقد الأمور مهما كانت بساطتها ولا يمكن أن يتقبل الإحساس بالذنب أو إرتكاب خطأ، فلا تنتظري منه الإعتذار وفي الوقت نفسه لا تحاولي أن تبحثي عن مبررات لتصرفاتك وأفعالك لأنه سيستطيع أن يفنّد كل حجة تصدر عنك ولن يقبل منك أي عذر وسيتمكن من إثبات وقوعك في الخطأ وربما طالب بتوقيع أقصى العقوبة عليك.
مهما كانت طبيعتك كزوجة تميل إلى الرومانسية والعاطفة ستضطرين في ظل عشرتك مع زوج محام أن تنحي العاطفة جانباً حتى لا تشعرين بصدمات متكررة جراء تعامله الذي يتسم بالعقلانية والجمود في أحيان كثيرة بسبب ضغوط عمله على طبيعته الشخصية.
الكاتب: أحمد عباس.
المصدر: موقع رسالة المرأة.
